يقول الشيخ الامير عبد القادر الجزائري :
الكتب الكلية الجامعة خمسة :
كتابان إلهيان ، وكتابان كونيان ، وكتاب جامع للكتب كلها .
فالكتابان الإلهيان : أحدهما تفصيل في إجمال ، فإجماله هو المشار إليه بقوله :
طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى .
وتفصيله : وهو المشار إليه بقوله :
تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً .
.
والكتاب الإلهي الثاني سماه تعالى : كتاباً ، وسماه ذكراً ،
قال : وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِم ...
.
وأما الكتابان الكونيان ، فكذلك أحدهما مفصل ، والأخر مجمل .
فأما الكتاب المفصل : فهو المشار إليه بقوله : وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ . فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ ... .
وأما الكتاب الثاني المجمل :
فهو الإنسان الكامل ، المشار إليه بقوله : مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْء ..
.
وأما الكتاب الخامس الجامع للكتب المفصلة والمجملة والمطولة والمختصرة ، فهو المشار إليه بقوله : الم . ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ ،
فالألف : إشارة إلى حضرة الذات الوجود المطلق الجامع لجميع الحضرات ،
فقوله (ذلك ) إشارة إلى الألف . فإن اللام ، الذي هو كناية عن حضرة الأسماء ، والميم الذي هو كناية عن حضرة الأفعال ، كلها داخلة تحت الألف .
فهو الكتاب الجامع للكتب كلها " .