بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ )) – صدق الله العظيم .
نعم انه أحد أيام الله المباركة .. انه اليوم الذي كان فيه إعطاء راية الخطاب المحمدي الأحمدي – رسالة ومنهجا - من سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه ، إلى سيدنا القطب المكتوم والبرزخ المعلوم سيدي أبي العباس أحمد بن محمد المختار التجاني رضي الله عنه .
انها ليلة الـ 18 من صفر 1437 هجرية الموافق لـ 28 نوفمبر 2015م ، ليلة الفتح الأكبر للشيخ سيدي احمد التجاني رضي الله عنه أو ما يسمى بليلة الدركة . حيث التقى سيدنا رضي الله عنه في هذه الليلة المباركة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما ، ولقنه الأوراد التجانية ، فحق لهذه الليلة المباركة بهذا الحدث المبارك ان تكون من أعظم أيام الله ، لأنها ليلة إحياء علوم الدين كتابا وسنة .
ورحم الله الشيخ سيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه حين أشار الى هذه الليلة المباركة بقوله :
مولد الختم مشير -*- لكمالات التجاني
ضِمنه معنى بليغ -*- قاله اهله المعاني
وكذا قوله رضي الله :
مولاي أنت المرتجى لي في الوررى
وســواك لا أرجــوه طــول حياتــــي
***
وجهـــت آمـــــالي اليك وحـــــاش لا
ألقى مرادي فـــي جميع جهاتـــــــــي
***
لم أخش من بين الورى كيد العــــدى
ما دمت عنـــدي ساترا عوراتـــــــي
***
دنياي تصلح بالمحبة فيك والـــــــــ
سيّئات ترجع لي بكم حسنــــــــــات
***
لله مــا قـــد نلته بين الــــــــــــورى
من رفعة يا صفوة الســـــــــــــادات
***
ختمت برتبتك الولاية وأنتهـــــــــت
فيك السيادة في كمـــــال صفــــــات
وذكر رضي الله عنه أيضا :
مولد القطب المكتوم -*- يحقّ بعين ماضي
ما هو الفتح الأكبر عند التجانيين ؟؟
حصل لسيدي أحمد التجاني الفتح الأكبر بأبي سمغون منذ السنة الأولى التي أقام بها بعد رحيله من تلمسان عام 1196هجرية. فأذن له الرسول صلى الله عليه وسلم، يقظة لا مناما، بتربية الخلق على العموم والإطلاق . وعين له الورد الذي يلقنه، وهو:
- مائة من الاستغفار
- مائة من الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم.
وأذن له صلى الله عليه وسلم بتلقينه لكل من رغب فيه من المسلمين والمسلمات عاصيا أو مطيعا ، بعد تحديد الشروط والتزام المريد بها. وفي رأس المائة عام 1200هجرية كمل له، صلى الله عليه وسلم، في الورد اللازم مائة من الكلمة المشرفة لا إله إلا الله. وهذا يدل على أهمية مرتبة الشيخ التجاني عند الله ورسوله كما أخبره بذلك سيد الوجود، لأن فتحه ووصوله كان على يديه صلى الله عليه وسلم، ومن كان فتحه ووصوله على يديه كان أرفع قدرا وأعظم شأنا، كما هو معلوم عند أهل الطرق.
ومنذ وقوع هذا الفتح والفيض ، بدأ يتكاثر على شيخنا وُرُوْدَ الأنوار والأسرار والترقيات في أبي سمغون . وما أن اشتهر أمره وذاع خبَرُه بين الناس حتى شرعت تتوافد عليه أعداد كثيرة من الخلق بغية الأخذ عنه والانتماء إليه والاستزادة مما كان يمدهم به في الحس والمعنى.
وبعد الانتشار الهائل والمبارك للطريقة التجانية في شتى أنحاء العالم ، عمدت التجانيون كل سنة إلى الاحتفال بهذه الليلة المباركة ، حيث تجد جل الزوايا التجانية بالعالم تَعقِدُ حلقات الذكر جماعة، ويجتمع المتحابون في الله في حلقات الدروس الدينية المذكرة في هذه الليلة المباركة بحب الله وحب وخصال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وفضل آل بيته رضوان الله عنهم ، وذلك اقتداء بالحديث النبوي الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم : " أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمه ، وأحبوني بحب الله ، وأحبوا آل بيتي بحبي .. " الحديث .
وكان من أوائل من أحيى هذه الذكرى المباركة سيدي مْحمد بن سيدي علال بن سيدي أحمد عمار بن سيدي محمد الحبيب بن القطب المكتوم سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه ( المدعو سيدي محمد البودالي ) رضي الله عنه بزاوية عين ماضي المحروسة ، حيث عمد السادة الأشراف هناك إلى إحياء هذه الليلة مع جمع الأحباب بإقامة الصلاة والذكر جماعة ، وختم كتاب الله الكريم ، وعقد الدروس الدينية والنبوية المذكرة بحب الله ،وحب وخصال رسوله صلى الله عليه وسلم ، وحب آل بيته صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وكذا الدعاء للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات بالخير وحسن القبول .
وبعد وفاة سيدي مْحَمد البودالي رضي الله عنه سنة 1967 م ، خلفه في القيام بأعمال هذه الليلة المباركة نجله الخليفة سيدي عبد الجبار البودالي التجاني رحمه الله ، حيث كانت تقام الاحتفالات بهذه الليلة المباركة كل سنة صلاةً وذكرًا لله ، وختمًا للقرآن المبين ، ودروسًا ومجالس لتنوير الحاضرين من الأحباب بدين الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ومدائحًا في حب الله وحب ومدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وبعد رحيل المغفور له سيدي عبد الجبار البودالي التجاني رضي الله عنه سنة 2005 م بقيت هذه الليلة تحمل طابعها الخاص حيث ما زال الأحباب من شتى قرى عين ماضي يتوافدون على مسجد سيدي عبد الجبار البودالي التجاني - رحمه الله – لإقامة أعمال الاحتفال بهذه الليلة المباركة .
وبهذه المناسبة المباركة نُهِيبُ بكل اخوة الايمان في كل أقطار الأمة الإسلامية والعالم أجمع ، أن يرفعوا مع إخوانهم بعين ماضي المحروسة - ليلة اليوم - بعد صلاة العشاء أكف الدعاء للأمة الإسلامية بالسلم والأمن والأمان ، ولجميع المسلمين والمسلمات بقضاء حوائجهم وتبليغ مقاصدهم ، وتفريج الكرب عن مكروبهم وقضاء ديون مدينهم ، وشفاء مرضى المسلمين والمسلمات والرحمة لموتاهم ، وأن يطفئ الله نار الفتن التي أشعلها الظالمون المفتنون في أقطارنا الإسلامية الحبيبة .
وصلى الله على سيدنا محمد الفاتح والخاتم ، وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم .
جعلنا الله وإياكم ممن يتبعون نهج سيدنا أحمد التجاني المحمدي الأحمدي .
كل عام وانتم بخير .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته